http://www.yamamahmag.com
|
حوار
في مجلة اليمامة
حاوره: عبدالعزيز النصافي |
د. حسن بن فهد الهويمل، الأديب والكاتب والأستاذ الجامعي والمثقف صاحب المعارك الحامية في المشهد الثقافي، نستضيفه في هذا المشوار الذي بدأ من «بريدة»، وكان كما يقول صاحبه «حزمة من الصدف»، وكانت حصيلته واحداً من مثقفينا الموسوعيين الذين تركوا بصمة في نتاج الأدب والنقد والبحث في بلادنا، فإلى مائدة مشوار د. الهويمل العامرة:
النشأة والطفولة
في البداية حدثنا عن مرحلة الطفولة كيف كانت؟
- كأية مرحلة لأي طفل مماثل، شظف في العيش، ومشاركة في العمل، وتنتقل بين الكتاب والسوق، وكدح متواصل لسد الرمق. نغيب مع الشمس ونشرق معها، ولا نحمل هماً، ولا نفكر بمستقبل، همنا الساعة التي نحن فيها، مترعون بالبراءة، قانعون بالكفاف، وبالصحة، والقوت، والأمن، نشعر بأن الدنيا حيزت لنا بحذافيرها.
صورة بريدة القديمة ماذا بقي منها في ذاكرتك؟
- محفورة في الذاكرة، كنقش على الحجر، وطوفان المدنية والثراء والترف جعلني أتوق إلى السرج وبيوت الطين والأنعام والحمير والبغال، والمشي على الرمل حافياً وشرب المياه من القرب والنوم على الرمل تحت ضوء القمر، لقد كنا نذرع بريدة طولاً وعرضاً، ونعرف أهلها رجالاً ونساء، لقد كانت الصورة وديعة، لا نرى فيها عوجاً ولا أمتا، أما اليوم فقد لا نعرف أدق التفاصيل عن الحي الذي نسكنه.
كيف كانت طبيعة الحياة تلك الفترة؟
- تقوم على العمل قدر الطاقة، وتناول ما تيسر من الأسودين التمر والماء، والموسرون من يأكلون اللحم، ويشربون اللبن.
على مقاعد الدراسة
الطفل حسن الذي أصبح فيما بعد الدكتور حسن كيف بدأت خطوته التعليمية الأولى؟ وماذا تذكر من ذلك الطفل؟
- من الكتاب إلى المدرسة، ومنها إلى المعهد العلمي، ومن مكتبة جامع بريدة التي أصبحت فيما بعد مكتبة «الملك سعود» إلى مكتبة معهد بريدة العلمي، ومن المشايخ السلفيين إلى العلماء الموسوعيين وهكذا الدنيا نزول وارتحال.
هل تتذكر أبرز أصدقاء تلك المرحلة؟
- بكل تأكيد، وقد تفرقت بهم السبل منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر. ولست أجهل أحداً منهم، والساحة المتاحة لا تتسع لهم جميعاً، ومن ثم لن أذكر أسماءهم، منهم رجال الأعمال والعلماء والأدباء، عفى الله عمن قضى نحبه وأمد في عمر الأحياء، وأعاننا على قضاء حق الصداقة.
مرحلة التشكيل المعرفي:
ماذا بعد المرحلة الثانوية؟
- الحاجة ألجأتني إلى الوظيفة، ومن ثم التحقت بها منذ نصف قرن، ولما أزل استاذاً غير متفرغ، وواصلت الدراسة بالانتساب من الابتدائية حتى الدكتوراه. والمرحلة الثانوية هي مرحلة التشكل المعرفي، لما يتوافر فيها من النشاط والحيوية وحب الاكتشاف والجسارة، كنت من أوسط طلاب المعهد تحصيلاً، ومن أنشطهم قراءة، ومن أجسرهم تواصلاً مع الصحف والمجلات وكبار الكتاب، ومجالسة العلماء، وتمثلت في وقت مبكر مقولة المتنبي (وخير جليس في الزمان كتاب).
حدثنا عن المرحلة الأهم في حياتك بعدما أصبحت معيداً في كلية اللغة العربية وعن فترة تحضير الماجستير والدكتوراه كيف كانت؟ وعن أبرز مواقف هذه الفترة؟
- قد تكون حياتي حزمة من الصدف، إذ لم يكن هناك تخطيط مسبق، دافع المنافسة مع الزملاء جعلني أواصل الدراسة بالانتساب، حبي ينحصر في القراءة الحرة، أما الدراسة فإلزامية، ولهذا فمكتسبي المعرفي لم يكن من الدراسة، إنه من القراءة الحرة، ومن حُرِمها فقد حرم الخير كله، والكلية لم أدخلها معيداً، بل متعاوناً ثم عضو هيئة تدريس، وللرسائل قصص تطول قد أفصل القول عنها في السيرة الذاتية، وكلها عن الأدب السعودي في اتجاهاته ونزعاته.
من هم أبرز الزملاء في هذه المرحلة، ومن هم الأساتذة الذين تدين لهم بالفضل فيما وصلت إليه؟
- أنا رجل مفتوح، وكل من لاقيت أنشأت معه معرفة فإن أعجبني طورت المعرفة إلى الصداقة، ولهذا لا أحصيهم عدداً والأساتذة من جنسيات شتى، فالمملكة استقدمت الكفاءات العلمية من أقطار شتى، وطبيعة هؤلاء النزول والارتحال، وأدين بالفضل لكل من علمني حرفاً.
باحث نشط:
نعلم أنك نشيط للغاية في مجال البحوث والدراسات، حدثنا عن أبرز هذه الأنشطة؟
- هكذا يتصور الخليون، أنا من أوسط لداتي، ولَسْتُ ممن يشار إليهم بالبنان، مستور الحال، أسأل الله أن ينزل لي القبول، وأن يجعلني خيراً مما يظنون، وأن يغفر لي ما لا يعلمون، والبحوث والدراسات التى أنجزتها مطروحة في الطرق، إذ نشرت في الصحف أو في كتب.
الأسرة لها دور كبير في نجاحات أي شخص، كيف شكلت أسرتك وعيك؟ وهل للأسرة دور في اتجاهك التعليمي الثقافي؟
- لن يأخذني التشبع وأسبغ على أسرتي الثناء، والدي كادح إلى ربه كدحاً، وقد لقيه على أحسن حال إن شاء الله، ووالدتي أمية صوامة قوامة، وفي أوج حياتهما افترقا بالطلاق، فما ظفرت بما يظفر به لداتي، لقد استغرق البحث عن لقمة العيش فضول أيامهما ومع ذلك كان لهما الفضل في الرعاية والحنوِّ والتربية الحسنة.
رجل بتجربتكم الطويلة لا شك أنه نال العديد من الشهادات والأنواط كتكريم له ترى أيها أهم في تجربتك العلمية؟
- لا شيء يدفعني للتحصيل إلا الرغبة والهواية وحب الاطلاع، أي دافع خارجي يخبو في اللحظات الحرجة، غير أن التقدير ومعرفة الفضل لذويه أجواء مساعدة على مزيد العطاء، ولكن المسكون بهم القراءة والتحصيل لا يلتفت إلى أي مؤثر آخر، ولا ينتظر أي دافع غير ذاتي .
كتب ومؤلفات:
ما أبرز مؤلفاتك؟
- كثيرة هي مؤلفاتي، ولكن أبرزها (أبجديات سياسية على سور الوطن) لأنه تعبير صادق عن رؤيتي الفكرية والسياسية، وكتاب (حاتم الطائي) لأنه أولها.
لمن تقرأ من المبدعين والمبدعات؟ وما أجمل كتاب قرأته حتى الآن؟
- رجل تحتوي مكتبته الخاصة على أكثر من عشرين ألف كتاب، وهو على اتصال بسائر المكتبات، لا يستطيع حصر شيء فيها، أنا قارئ، أركض في كل حقول المعرفة، وقد يستهويني كتاب أو كاتب، ثم لا أتلبث معه إلا قليلاً، رجل مثلي لا يستطيع اختصار نفسه في حقل معرفي، فضلاً عن أن يختصر نفسه في كتاب أو كاتب، غير أن هناك من بقي أثره لتواصلي معه في فترة التشكيل كـــــ (العقاد) في فكره، -طه حسين- و-الزيات- في أسلوبيهما، و-أحمد أمين- في عقليته، و-أنيس منصور- في موسوعيته، هذا في الجانب الأدبي والثقافي، وقل مثل ذلك في سائر الجوانب ، ف-ابن تيمية في العقائد- و-ابن حزم- في الجدل و-الطبري- في النقد و-الاصفهاني- في الأدب القديم.
أول مقال صحفي
كتبت المئات من المقالات في العديد من الصحف هل تتذكر أول مقال نشر لك وما موضوعه؟ وما أبرز مقالاتك العالقة في ذهنك؟
- قبل نيف وخمسين سنة بعثت بمقال لـ(جريدة الخليج)، تحت عنوان «ماذا في الحقيبة» ونشر، فبعثت بعشرة مقالات وجاء الرد:- (يبدو أن الحقيبة خالية)، كنت أطرق الأبواب فلا يفتح لي، والآن يُطْرق بابي، وقد لا أفتح للطارق.
من من الكتاب تعجبك مقالاته؟
- في أي مجال معرفي، ليست قراءتي وقفاً على حقل معرفي واحد، بحيث أحدد الكاتب، أنا أقرأ في السياسة والفكر والأدب وسائر حقول المعرفة، وقد يعجبني كاتب في مقال، ثم لا يعجبني في مقالات أخرى، يعجبني أسلوب الزيات وطه حسين، وفكر العقاد، وعقلية أحمد أمين، وثقافة أنيس منصور، وجدلية أبي عبدالرحمن بن عقيل، وتراثية محمود شاكر، وسبحات مصطفى محمود، وتأملات مالك بن نبي، وموسوعية هيكل السياسية، وألسنيات -الحمداني- ومذكرات -المسيري- وتفسيرات -الشعراوي-.
بحكم تخصصك يتحدث الدارسون عن خلل في النقد العربي الحديث بسبب تماهيه في النقد الغربي. ما رأيك؟ وأين نقدنا من خارطة هذا الثاني؟
- المصداقية تقتضي الاعتراف بمستوى نقدنا وحضورنا ومشاركتنا، وتعالقنا مع النقد الغربي له وعليه، ونقدنا المحلي ينازع النقد العربي الندية، وجامعة الملك سعود أمدت المشهد بنقاد مهنيين، ينازعون على الصدارة، واتسعت للتراث والمعاصرة، فالمانع، والهدلق، والضبيب، إلى جانب الحازمي، والبازعي، والغذامي، والزهراني، كل أولئك يشكلون منظومات معرفية مشرِّفَة.
ما أبرز عيوب النقد الحديث في رأيك؟
- سرعة التحولات، وعدم انضاج النظريات الوافدة، والتنكر للنقد العربي القديم، واستفحال المجاملات و التشايل، وحب الظهور على حساب القيم والثوابت، على أنه يجب التفريق بين النقد الصحفي والأكاديمي.
أحلام وطموحات
هل حقَّقْت طموحاتك أم أن هناك أحلاماً مؤجلة لم تتحقق حتى الآن؟
- لو أعطي الرجل واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملاً بطن ابن آدم إلا التراب، والأمل يظل مع الإنسان حتى يموت، ولو فقد الأمل لفقدت الحياة، ولا صحة لمقولة المتنبي:
«تركتني أصحب الدنيا بلا أمل».
الفرق بين طالب الأمس وطالب اليوم؟ وكيف تقارن التعليم الماضي والحاضر؟
- ظروف الحياة قلبت الأوضاع، وغيرت الأحوال، وطالب اليوم أقل جدية، وثقافته أوسع، والمغريات ومصادر المعرفة وثورة الاتصالات والمعارف غيرت وجه الحياة، ومخرجات التعليم دون المستوى.
أصعب اللحظات أين عشتها ومتى؟
- خُلِق الإنسان في كبد وهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه، فالحياة عصيبة وذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأصعب اللحظات حين يهتز الإيمان، ويتململ الشك من تحت ركام اليقين، أما اللحظات العصيبة حسيًا فاحتراق محرك الطائرة وأنا بين «جدة» و«الخرطوم».
هل أنت من عشاق السفر؟ حدثنا عن أجمل الدول التي زرتها؟
- من طبيعتي أنني لا أحط من سفر إلا إلى سفر، فكأنني موكل بفضاء الأرض أذرعه، أما اليوم فتقدم السن إثاقلت بي إلى الأرض، أجمل الدول مصر والمغرب؛ لأنهما زاخرتان بالكتب والمكتبات والأدباء، ولبنان قبل أن تعبث بها الطائفية، ومصايف «بلودان» بسوريا أزاح الله عنها داءها.
خضت أكثر من معركة مع الحداثة والعلمانية، والآن مع السرديات ماذا تركت فيك؟
- الإيمان بأننا لا نزال مختلفين إلا من رحم ربك.
وماذا توصي به خصومك؟
- حسن الظن، والبحث عن الحق، والاشتغال بالقضايا، وتحييد الذوات، والحرص على ألا يفسد اختلاف الرأي للود قضية.
الجوائز والصالونات الأدبية
ظاهرة الجوائر والمراكز والصالونات في المملكة ماذا تعني؟
- ظواهر صحية متى أخذت بحقها، وأستوت على سوقها، وبادرها الأكفاء علماً وتجربة ونزاهة.
- في أي مجال معرفي، ليست قراءتي وقفاً على حقل معرفي واحد، بحيث أحدد الكاتب، أنا أقرأ في السياسة والفكر والأدب وسائر حقول المعرفة، وقد يعجبني كاتب في مقال، ثم لا يعجبني في مقالات أخرى، يعجبني أسلوب الزيات وطه حسين، وفكر العقاد، وعقلية أحمد أمين، وثقافة أنيس منصور، وجدلية أبي عبدالرحمن بن عقيل، وتراثية محمود شاكر، وسبحات مصطفى محمود، وتأملات مالك بن نبي، وموسوعية هيكل السياسية، وألسنيات -الحمداني- ومذكرات -المسيري- وتفسيرات -الشعراوي-.
بحكم تخصصك يتحدث الدارسون عن خلل في النقد العربي الحديث بسبب تماهيه في النقد الغربي. ما رأيك؟ وأين نقدنا من خارطة هذا الثاني؟
- المصداقية تقتضي الاعتراف بمستوى نقدنا وحضورنا ومشاركتنا، وتعالقنا مع النقد الغربي له وعليه، ونقدنا المحلي ينازع النقد العربي الندية، وجامعة الملك سعود أمدت المشهد بنقاد مهنيين، ينازعون على الصدارة، واتسعت للتراث والمعاصرة، فالمانع، والهدلق، والضبيب، إلى جانب الحازمي، والبازعي، والغذامي، والزهراني، كل أولئك يشكلون منظومات معرفية مشرِّفَة.
ما أبرز عيوب النقد الحديث في رأيك؟
- سرعة التحولات، وعدم انضاج النظريات الوافدة، والتنكر للنقد العربي القديم، واستفحال المجاملات و التشايل، وحب الظهور على حساب القيم والثوابت، على أنه يجب التفريق بين النقد الصحفي والأكاديمي.
أحلام وطموحات
هل حقَّقْت طموحاتك أم أن هناك أحلاماً مؤجلة لم تتحقق حتى الآن؟
- لو أعطي الرجل واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملاً بطن ابن آدم إلا التراب، والأمل يظل مع الإنسان حتى يموت، ولو فقد الأمل لفقدت الحياة، ولا صحة لمقولة المتنبي:
«تركتني أصحب الدنيا بلا أمل».
الفرق بين طالب الأمس وطالب اليوم؟ وكيف تقارن التعليم الماضي والحاضر؟
- ظروف الحياة قلبت الأوضاع، وغيرت الأحوال، وطالب اليوم أقل جدية، وثقافته أوسع، والمغريات ومصادر المعرفة وثورة الاتصالات والمعارف غيرت وجه الحياة، ومخرجات التعليم دون المستوى.
أصعب اللحظات أين عشتها ومتى؟
- خُلِق الإنسان في كبد وهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه، فالحياة عصيبة وذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأصعب اللحظات حين يهتز الإيمان، ويتململ الشك من تحت ركام اليقين، أما اللحظات العصيبة حسيًا فاحتراق محرك الطائرة وأنا بين «جدة» و«الخرطوم».
هل أنت من عشاق السفر؟ حدثنا عن أجمل الدول التي زرتها؟
- من طبيعتي أنني لا أحط من سفر إلا إلى سفر، فكأنني موكل بفضاء الأرض أذرعه، أما اليوم فتقدم السن إثاقلت بي إلى الأرض، أجمل الدول مصر والمغرب؛ لأنهما زاخرتان بالكتب والمكتبات والأدباء، ولبنان قبل أن تعبث بها الطائفية، ومصايف «بلودان» بسوريا أزاح الله عنها داءها.
خضت أكثر من معركة مع الحداثة والعلمانية، والآن مع السرديات ماذا تركت فيك؟
- الإيمان بأننا لا نزال مختلفين إلا من رحم ربك.
وماذا توصي به خصومك؟
- حسن الظن، والبحث عن الحق، والاشتغال بالقضايا، وتحييد الذوات، والحرص على ألا يفسد اختلاف الرأي للود قضية.
الجوائز والصالونات الأدبية
ظاهرة الجوائر والمراكز والصالونات في المملكة ماذا تعني؟
- ظواهر صحية متى أخذت بحقها، وأستوت على سوقها، وبادرها الأكفاء علماً وتجربة ونزاهة.
ما تقويمك لرياح التغيير العربي؟
- تحولت إلى أعاصير «تسونامية».
ثلاث كلمات لثلاث جهات، ماهي ولمن توجهها؟
- الأولى لقادة الدول العربية: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
- الثانية للشعوب العربية: الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها.
- الثالثة لعلماء الأمة: ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
ماذا يعنى لك وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؟
- شهادة براءة وشعور بالاعتزاز.
واختيارك رجل العام؟
- تقدير أعتز به، ومسؤولية أخاف التقصير بحقها.
بدت العلاقات الحميمية بينك وبين خصومك تبدو للعيان هل تراجعت أم تراجعوا؟
- تفسح كل منا لصاحبه في المكان.
وهل تود أن تعود الخلافات جزعة؟
- إذا كان فيها ما يفيد المشهد الأدبي والفكري.
بماذا يوحي مقالك «عندما تذاد البلابل عن دوحها»؟
- عصف ذهني، لاستدعاء كفاءات الوطن، ليكونوا أولى بلحم ثورهم.
لماذا عَدَلْت عن الكتابة الأدبية إلى الكتابة السياسية، والفكرية؟
- مجرد مراوحة، وصفحة الرأي تتطلب مقاربة القضايا الحاضرة في مشاهدنا.
أحب كتبك إليك؟
- كتبي كأولادي هم في الحب سواء ولكن بعضهم يفرض قربه، وكتاب (أبجديات سياسية على سور الوطن) أقربها إلي.
الانفجار الروائي
- تحولت إلى أعاصير «تسونامية».
ثلاث كلمات لثلاث جهات، ماهي ولمن توجهها؟
- الأولى لقادة الدول العربية: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
- الثانية للشعوب العربية: الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها.
- الثالثة لعلماء الأمة: ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
ماذا يعنى لك وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؟
- شهادة براءة وشعور بالاعتزاز.
واختيارك رجل العام؟
- تقدير أعتز به، ومسؤولية أخاف التقصير بحقها.
بدت العلاقات الحميمية بينك وبين خصومك تبدو للعيان هل تراجعت أم تراجعوا؟
- تفسح كل منا لصاحبه في المكان.
وهل تود أن تعود الخلافات جزعة؟
- إذا كان فيها ما يفيد المشهد الأدبي والفكري.
بماذا يوحي مقالك «عندما تذاد البلابل عن دوحها»؟
- عصف ذهني، لاستدعاء كفاءات الوطن، ليكونوا أولى بلحم ثورهم.
لماذا عَدَلْت عن الكتابة الأدبية إلى الكتابة السياسية، والفكرية؟
- مجرد مراوحة، وصفحة الرأي تتطلب مقاربة القضايا الحاضرة في مشاهدنا.
أحب كتبك إليك؟
- كتبي كأولادي هم في الحب سواء ولكن بعضهم يفرض قربه، وكتاب (أبجديات سياسية على سور الوطن) أقربها إلي.
الانفجار الروائي
تصديت للسرديات المحلية فما إشكالياتها؟
- الانفجار الروائي، وممارسة الكتابة مع غياب المواهب.
ما سر فشل العمل الروائي المحلي؟
- غياب الإمكانات اللغوية والفنية والموضوعية.
لقد فاز عدد من الروايات وبرز نجم عدد من الروائيين، أليس هذا دليل النجاح؟
- كثرة الفاشلين تغلب قلة الناجحين، والحكم على الغالبية، والشاذ يؤكد القاعدة ولا يلغيها.
بعض الروايات شاعت وتعددت طبعاتها؟
- ربما أنها تعتمد الخروج عن السائد، والحديث عن المسكوت عنه، والتوسل بإثارة الغرائز والشهوات.
ما رأيك في رواية (الحمام لا يطير في بريدة)؟
- نقد مبطن للحراك الأصولي والاحتساب، وهي في أسلوبها تتقاطع كثيراً مع رواية :(عابر سرير) لأحلام مستغانمي.
في مقالك «عندما تذاد البلابل عن دوحها» أشرت إلى مبدعين ونقاد كنت خصماً لهم فيما مضى؟
- الخصومة لا تصادر المكانة ولا تغمط الحق.
ألم تفكر بكتابة سيرتك الذاتية؟
- المحاولة قائمة، وقد نشرت أطرافاً منها، ولما أزل أتهيب موضعة الذات.
في مشاركاتك لـ(قراءة النص) في نادي جدة الثقافي، تفاوتت إسهاماتك مما يعني تراجعك عن بعض آرائك؟
- المسألة تطور لا تغيير، وتنوع لا اختلاف (ومن ذا الذي يا عز لا يتغير).
ألست ترى معي أن معاركك الأدبية والفكرية توقفت على الرغم من حفول المشهد بخروقات فكرية وأدبية؟
- يقول «جرير» أدركت «الأخطل» وله ناب ولو أدركته وله نابان لأكلني، ولربما تكون هذه الخروقات جاءت، والعظم قد وهن، والرأس قد اشتعل شيباً، ومن ثم سلمنا الراية للجيل الجديد، وتفاءلنا بترديد:-
إذا أيقظتك هموم العداء فنبه لها عمراً ثم نم ومن ثم اكتفينا بمراقبة المشهد مع شيء قليل من الإسهامات عبر القوة الناعمة.
من أولئك الذين خلفوك بالتصدي والتحدي؟
- كثيرون من الطلاب الذين أصبحوا زملاء على أن الحِّدة والحَدِّيِّة خفت فلم يعد المشهد يحتمل مزيداً من المناكفات.
أي المجالات المعرفية تجد نفسك فيها؟
- أنا مثقف، ولست عالماً متخصصاً، وإن كنت أحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث، غير أني أحس بأنني خريج مكتبتي التي تضم أكثر من عشرين ألف كتاب.
ومن ثم أجد نفسي في الحقل المعرفي الذي أقيم فيه قارئاً أو كاتباً أو محاضراً أو ناقداً.
من أي عباءة علمية نسلت؟
- القارئ النهم ينسل من عِدَّة عباءات، تعلقت في مطلع حياتي بعمالقة الفكر والأدب في مصر، طه حسين والعقاد والمازني والرافعي والزيات، ثم انداحت دائرة الاهتمامات، وتوسعت في القراءة، وامتدت عيني إلى سائر المفكرين والفلاسفة والشعراء والنقاد والمترجمات. ولما طغت مناهج اللغة وما عرف بالألسنة شغلتنا عما كنا فيه، والمذاهب والتيارات خلطت الأوراق واستحال معها نقاء الانتماء ووضوح الالتزام.
الأندية الأدبية كيف هي في نظرك بعد التغييرات؟
- لا شيء يذكر.
إذاً لماذا التغيير؟
- محاولة للأفضل الذي لم يأت بعد.
كثر اللغط حول عدم نزاهة الانتخابات؟
- تقول العامة (الحكي لا يخرج من تحت حصاة).
إذاً الاتهام صحيح؟
- الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
لماذا استقال رؤساء الأندية ولم تستقل؟
- لا أريد منح الوزارة مشروعية التصرف.
لقد أقالتك في النهاية؟
- لم تقلني ولكنها شكلت مجلساً بالتعيين، خلفاً لمجلس منتخب.
ألا تظن أن سبعاً وعشرين سنة كافية لإدارة النادي؟
- أكثر من الكفاية، ولكننا كنا نود تشكيل جمعيات عمومية للأندية ومن بعد إجراء الانتخابات المُحْكَمة التي لا تتيح لأحد الطعن فيها. كما أود احتواء المشاكل الناجمة بين بعض الأندية ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية التي تلاحقت معها الاستقالات ووصلت بعض القضايا ديوان المظالم، وأصبحت حديث المجالس.
معرض ناجح
وعن معرض الكتاب لهذا العام؟
- ناجح بكل المقاييس، الإشكالية في ارتفاع الأسعار، وتفاوتها وتذمر المكتبات من غلاء الساحات المؤجرة الأمر الذي دفعهم إلى تحصيل الأجور من المتسوقين.
وهل أنت مع مراقبة المطبوعات والاحتساب؟
- بكل تأكيد ولكن من خلال ضوابط لا تضيق الخناق، ولا تحجب الثقافة.
الرقابة والاحتساب لا تمارس في المعارض العربية؟
- لكل شيخ طريقته، ونحن أحق في تقرير ما نريد، فمن قبلنا على ما نحن عليه فحَيَّ هل، ومن ضاق ذرعاً بما لدينا من ضوابط فليبحث عن أسواق أخرى. والأنظمة والتعليمات والضوابط داخلة في سيادة الدولة والمساس بها مساس بسيادة الدولة.
لو كنت مسؤولاً عن الثقافة فماذا أنت فاعل؟
- الاستخارة والاستشارة والاستنارة بالقراءة لكل أنظمة العالم العربي والخروج بنظام يجد فيه كل أديب ولو مَفْحص قطاة، ثم الخلوص بجلدي لا عليَّ ولا ليا.
وهل أنت راضٍ عن أوضاع الثقافة؟
- الرضا بداية النهاية.
- الانفجار الروائي، وممارسة الكتابة مع غياب المواهب.
ما سر فشل العمل الروائي المحلي؟
- غياب الإمكانات اللغوية والفنية والموضوعية.
لقد فاز عدد من الروايات وبرز نجم عدد من الروائيين، أليس هذا دليل النجاح؟
- كثرة الفاشلين تغلب قلة الناجحين، والحكم على الغالبية، والشاذ يؤكد القاعدة ولا يلغيها.
بعض الروايات شاعت وتعددت طبعاتها؟
- ربما أنها تعتمد الخروج عن السائد، والحديث عن المسكوت عنه، والتوسل بإثارة الغرائز والشهوات.
ما رأيك في رواية (الحمام لا يطير في بريدة)؟
- نقد مبطن للحراك الأصولي والاحتساب، وهي في أسلوبها تتقاطع كثيراً مع رواية :(عابر سرير) لأحلام مستغانمي.
في مقالك «عندما تذاد البلابل عن دوحها» أشرت إلى مبدعين ونقاد كنت خصماً لهم فيما مضى؟
- الخصومة لا تصادر المكانة ولا تغمط الحق.
ألم تفكر بكتابة سيرتك الذاتية؟
- المحاولة قائمة، وقد نشرت أطرافاً منها، ولما أزل أتهيب موضعة الذات.
في مشاركاتك لـ(قراءة النص) في نادي جدة الثقافي، تفاوتت إسهاماتك مما يعني تراجعك عن بعض آرائك؟
- المسألة تطور لا تغيير، وتنوع لا اختلاف (ومن ذا الذي يا عز لا يتغير).
ألست ترى معي أن معاركك الأدبية والفكرية توقفت على الرغم من حفول المشهد بخروقات فكرية وأدبية؟
- يقول «جرير» أدركت «الأخطل» وله ناب ولو أدركته وله نابان لأكلني، ولربما تكون هذه الخروقات جاءت، والعظم قد وهن، والرأس قد اشتعل شيباً، ومن ثم سلمنا الراية للجيل الجديد، وتفاءلنا بترديد:-
إذا أيقظتك هموم العداء فنبه لها عمراً ثم نم ومن ثم اكتفينا بمراقبة المشهد مع شيء قليل من الإسهامات عبر القوة الناعمة.
من أولئك الذين خلفوك بالتصدي والتحدي؟
- كثيرون من الطلاب الذين أصبحوا زملاء على أن الحِّدة والحَدِّيِّة خفت فلم يعد المشهد يحتمل مزيداً من المناكفات.
أي المجالات المعرفية تجد نفسك فيها؟
- أنا مثقف، ولست عالماً متخصصاً، وإن كنت أحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث، غير أني أحس بأنني خريج مكتبتي التي تضم أكثر من عشرين ألف كتاب.
ومن ثم أجد نفسي في الحقل المعرفي الذي أقيم فيه قارئاً أو كاتباً أو محاضراً أو ناقداً.
من أي عباءة علمية نسلت؟
- القارئ النهم ينسل من عِدَّة عباءات، تعلقت في مطلع حياتي بعمالقة الفكر والأدب في مصر، طه حسين والعقاد والمازني والرافعي والزيات، ثم انداحت دائرة الاهتمامات، وتوسعت في القراءة، وامتدت عيني إلى سائر المفكرين والفلاسفة والشعراء والنقاد والمترجمات. ولما طغت مناهج اللغة وما عرف بالألسنة شغلتنا عما كنا فيه، والمذاهب والتيارات خلطت الأوراق واستحال معها نقاء الانتماء ووضوح الالتزام.
الأندية الأدبية كيف هي في نظرك بعد التغييرات؟
- لا شيء يذكر.
إذاً لماذا التغيير؟
- محاولة للأفضل الذي لم يأت بعد.
كثر اللغط حول عدم نزاهة الانتخابات؟
- تقول العامة (الحكي لا يخرج من تحت حصاة).
إذاً الاتهام صحيح؟
- الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
لماذا استقال رؤساء الأندية ولم تستقل؟
- لا أريد منح الوزارة مشروعية التصرف.
لقد أقالتك في النهاية؟
- لم تقلني ولكنها شكلت مجلساً بالتعيين، خلفاً لمجلس منتخب.
ألا تظن أن سبعاً وعشرين سنة كافية لإدارة النادي؟
- أكثر من الكفاية، ولكننا كنا نود تشكيل جمعيات عمومية للأندية ومن بعد إجراء الانتخابات المُحْكَمة التي لا تتيح لأحد الطعن فيها. كما أود احتواء المشاكل الناجمة بين بعض الأندية ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية التي تلاحقت معها الاستقالات ووصلت بعض القضايا ديوان المظالم، وأصبحت حديث المجالس.
معرض ناجح
وعن معرض الكتاب لهذا العام؟
- ناجح بكل المقاييس، الإشكالية في ارتفاع الأسعار، وتفاوتها وتذمر المكتبات من غلاء الساحات المؤجرة الأمر الذي دفعهم إلى تحصيل الأجور من المتسوقين.
وهل أنت مع مراقبة المطبوعات والاحتساب؟
- بكل تأكيد ولكن من خلال ضوابط لا تضيق الخناق، ولا تحجب الثقافة.
الرقابة والاحتساب لا تمارس في المعارض العربية؟
- لكل شيخ طريقته، ونحن أحق في تقرير ما نريد، فمن قبلنا على ما نحن عليه فحَيَّ هل، ومن ضاق ذرعاً بما لدينا من ضوابط فليبحث عن أسواق أخرى. والأنظمة والتعليمات والضوابط داخلة في سيادة الدولة والمساس بها مساس بسيادة الدولة.
لو كنت مسؤولاً عن الثقافة فماذا أنت فاعل؟
- الاستخارة والاستشارة والاستنارة بالقراءة لكل أنظمة العالم العربي والخروج بنظام يجد فيه كل أديب ولو مَفْحص قطاة، ثم الخلوص بجلدي لا عليَّ ولا ليا.
وهل أنت راضٍ عن أوضاع الثقافة؟
- الرضا بداية النهاية.
(بريدة) ماذا تعنى لك؟
- منها خلقناكم وفيها نعيدكم.
وأحداثها الأخيرة؟
- زوبعة في فنجان.
وتلك الكلمات ماذا تعني لك:
الوطن:
- سفينة مُسْتَهم عليها.
الكتاب:
- وعاء المعرفة.
«الآي باد»:
- نافذة على العالم.
الوظيفة:
- رِقُّ القرن العشرين.
التقاعد:
- بداية النهاية.
الواسطة:
- بريد الفساد.
الشفاعة:
- زكاة الوجاهة.
التغيير:
- سنة الحياة.
بماذا تود أن تختم حياتك؟
- بشهادة التوحيد، والخلوص من الحياة لا لنا ولا علينا، فعفو الله خير من كل عمل .
بماذا تحب أن تختم هذا اللقاء؟
- بالاسترخاء بعد هذا العناء.
- منها خلقناكم وفيها نعيدكم.
وأحداثها الأخيرة؟
- زوبعة في فنجان.
وتلك الكلمات ماذا تعني لك:
الوطن:
- سفينة مُسْتَهم عليها.
الكتاب:
- وعاء المعرفة.
«الآي باد»:
- نافذة على العالم.
الوظيفة:
- رِقُّ القرن العشرين.
التقاعد:
- بداية النهاية.
الواسطة:
- بريد الفساد.
الشفاعة:
- زكاة الوجاهة.
التغيير:
- سنة الحياة.
بماذا تود أن تختم حياتك؟
- بشهادة التوحيد، والخلوص من الحياة لا لنا ولا علينا، فعفو الله خير من كل عمل .
بماذا تحب أن تختم هذا اللقاء؟
- بالاسترخاء بعد هذا العناء.