محاسن د. حسن الهويمل
د. خالد الشريدة
|
قامة ثقافية وعلم بارز ورائد من رواد الأدب المعاصر يمتلك أسلوباً حار منه المصنفون، إذ يختص قلمه السيال بعبارات نعدّها - نحن طلابه - قاموساً ثقافياً، فإن تحدث عن الأصالة وجدته ممن يؤصلها، وإن تحدث عن المعاصرة وجدته ممن يعاصرها.. فهو شخصية تتعالى على التصنيف، ويمثل رسالته الملتزمة بالثوابت والمتفاعلة مع المتغيرات.
ومن الجميل أن يحار فيك الناس، فتلك مزية يصعب أن يستجمعها كثيرون.. ذلك أن الناس يريدون من المفكر أو العالم أن يوافقهم في كل ما يريدون، وتلك سمة المقودين لا القادة.. فأفكار العالم تدرك أبعاد العالم، فلا يصل إليها من يعيش هَمَّ قوته وبيته، والرؤى الاستراتيجية للمفكرين غير أفكار المحليين، وما يطلبه المستمعون غير ما يريده العقلاء من المستمعين.. وهكذا في تقديري تتجسد شخصية الأديب المثقف النابه المتابع والمثابر أستاذ الأدب المعاصر بمختلف فنونه الدكتور حسن بن فهد الهويمل.
إنني صديق ومعجب وتلميذ الدكتور حسن، وهو لا يملك فرقاً بين طلبته وأصدقائه، إذ تشعر بمجالسته بأريحية وبساطة ولطافة بأنك - وإنك كنت طالباً مع صديق حميم - تتحدث معه دون شعور برهبة الأستاذية أو المشيخية.. أقول: إنني سعيد بأن ترك أعماله وارتباطاته الإدارية ليتفرغ للعطاء المتجدّد والتأليف في حركة المجتمع الثقافية والأدبية والاجتماعية.
وأجد في نفسي أن أقول إن أستاذنا د. حسن ليس أستاذاً للأدب والثقافة فقط، بل إننا - نحن الاجتماعيين - نعترف بأن له عطاء في علم الاجتماع والتربية، فكثيراً ما يتحدث د. حسن عن المجتمع وأسرار نهوضه وتخلفه وحركته سواءً أكانت في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع. واقرأ أيها القارئ العزيز كتابه الموسوعي (على سور الوطن) تجد أن ما أسطره حقيقة واضحة وليس حباً أو عاطفة.