الجمعة، 11 أكتوبر 2013

صالح السعيد: حوار خاص مع أد. حسن الهويمل



http://islamtoday.net/nawafeth
صالح السعيد: حوار خاص مع
أد. حسن بن فهد الهويمل

الاحد 21 شعبان 1423 الموافق 27 أكتوبر 2002



  • من الخير للأمة أن يظل " الود " قائماً بين المثقف والسلطة ، وأن يمارس الطرفان تنازلات لمصلحة الأمة ، وليست لمصلحة الطرفين .
  • هذا ما أقوله لكلٍ مِن : الشيخ سلمان العودة ، والأستاذ إبراهيم البليهي ، والأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح .
  • الرواية ليست ديوان العرب بل الشعر .
  • هذه ركائز النقد التي أستخدمها في مخاطبة النص . والإبداع لدى أدبائنا الشباب كثير ولكن الجودة قليلة .
  • على الذين ينتقدون النادي الأدبي بالقصيم عليهم أن يتخلوا عن الاعتزاز بأنفسهم ويتخذوا طريقهم إليه .
  • الهمُّ الذي يشغلني هو تأسيس ثقافة عربية إسلامية متميزة .

وقبل أن ندخل في الحوار يطيب لنا أن نقدم نبذة عن أديبنا الأستاذ الدكتور .

  • من مواليد مدينة بريدة. في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية 
  • تلقى تعليمه العام في مدينة بريدة.
  • نال شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، عام 1387 هجرية.
  • نال دبلوم الدراسات العليا في التربية وعلم النفس من كلية التربية جامعة الملك سعود، عام 1395 هجرية.
  • نال درجة الماجستير في الأدب والنقد من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بمصر، عام 1397 هجرية.
  • نال درجة الدكتوراة في الأدب الحديث من كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، عام 1405 هجرية.
  • عمل أستاذاً للأدب الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فرع القصيم.
  • رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض .
  • رئيس نادي القصيم الأدبي ببريدة.
  • مثل المملكة العربية السعودية في عدد من المؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
  • أسهم في قطاع الفكر والأدب عبر وسائل الإعلام.
  • له مجموعة من المؤلفات المطبوعة منها:

  • حاتم الطائي بين أصالة الشعر وأسطورة الكرم.
  • اتجاهات الشعر المعاصر في نجد.
  • في الفكر والأدب، دراسات وذكريات.
  • النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصر.
  • الحداثة بين التعمير والتدمير.

  • عضو في عدد من المؤسسات الثقافية.
  • ناقش بعض الرسائل العلمية، وحكم في كثير من الأعمال الأدبية .
  • يكتب في عدة صحف ومجلات بشكل دوري .
والآن مع الحوار . .
س : المثقف يمثل النخبة الواعية المتقدمة ، لكنه الآن الأقل فاعلية وحضوراً على المسرح قياساً على بقية الفاعلين على الصعيد الاجتماعي : كرجال الأعمال أو لاعبي الكرة ومتعاطي الطرب . ما المعضلة أهي في ( الطرح ) أم في ( المطروح ) أم في ( المستقبِل ) بكل تعرجاته .
ج : لا أود خلط الأوراق بهذا الشكل ، فالسياقات الثقافية والاجتماعية والترفيهية لها مستوياتها وأنساقها المختلفة من حيث الجماهيرية والنخبوية ، والحضور لا يرتبط بالندرة أو الإغراق ، وإنما هو مرتبط بالأثر الباقي تماماً كما " الغثاء " و " ما ينفع الناس " . ولعلنا نظيف إلى ثلاثية " الطرح " و " المطروح " و " المستقبل " إشكالية " المثقف " .

س : المثقفون والسلطة أنواع وأنماط : بعضهم يخطب الود ، وآخرون علاقة متشنجة واتهام متبادل . أيهما أبقى وأجدى ؟.

ج : السلطة الشرعية مطلب إسلامي ، ومن مات وليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية ، وافتعال الصراع بين ثنائية " الثقافة " و " السلطة " مضيعة للجهد والوقت ؛ السلطة لها رسالة محددة وشرط مشروعية ، وللمثقف رسالته التوعوية الإصلاحية ، والعلاقة لا تقوم على الود والتشنج ، العلاقة تقوم من حيث فاعلية العلاقة ، والمثقف حين يحصر قيمة العلائق بثنائية " الود " و " الكره " فهو نفعي ، ذلك أنها نتيجة ، وعلى المثقف أن يبحث عن الأجواء الملائمة لإبلاغ رسالته بوصفه مسلماً – أولاً – وبوصفه نخبوياً قادراً على الإصلاح ، ومن الخير للأمة أن يظل " الود " قائماً بين الطرفين ، وأن يمارس الطرفان تنازلات لمصلحة الأمة ، وليست لمصلحة الطرفين .

س : لمعاركك ( مماحاكاتك ) الأدبية والثقافية نكهة خاصة ، لماذا هدأت في الآونة الأخيرة هل المرحلة العمرية لها دور ؟.عذراً أدرك أن الأصل عدم اندلاعها ، ولكن يرى البعض أنك تبحث عنها أحياناً .

ج : كلمة " مماحكة " و " الأصل عدم اندلاعها " و " أنك تبحث عنها " أحكام مسبقة وهجائية ، وأحسبها مثل " كلمات الوعيد " تُمرُّ كما جاءت ؛ ولأنني لست معنياً بمثل هذه الإثارات فإنني أمرها وأمر بها كأنني لم أسمع ولم أقل .

س: بعض النقاد يقرؤون ما يكتب عن الآخرين ، ولا يقرؤون لهم ، ومع ذلك يقدمون دراسات عنهم . كيف ترى هذه الممارسة ، وهل مارست ذلك يوماً .

ج : هذه من المقولات التي أكررها دائماً ، فالعيب الذي ينتاب المشاهد أن السواد العظم لا يباشرون قراءة القضية أو الظاهرة أو الشخصية وإنما يقرؤون عنها ، ثم لا تكون أحكامهم ذاتية . أما عن ممارستي فمن المقت الكبير أن أقول ما لا أفعل .

س : هل ترى أن الرواية الآن هي ( ديوان العرب ) ؟

ج : يقال : " إن الزمن زمن الرواية " وللقول بعض الحق ، ولكن الشعر سيظل الأهم ، والقصص مصدر من مصادر التثقيف والتحذير والتربية ، وقد اعتمد عليه المشرع ، فالقصص القرآني والقصص النبوي شكلان مصدراً من مصادر التشريع والتثبت والموعظة ، ومع كل ذلك فلن تكون الرواية في يوم من الأيام " ديوان العرب " حتى الشعر فيما بعد الجاهلية لم يكن ديوان العرب .

س : هل يمكن الجمع بين الإبداع والنقد . ألا ترى أن الجمع قد يسئ إليهما معاً ؟

ج : الإبداع موهبة تصاحب الإنسان منذ النشأة الأولى ، أما النقد فقد يكون اكتساباً ، ولهذا فليس هناك ما يمنع من أن يكون الشاعر ناقداً ، وقد ألفت كتباً في ذلك ، على أن الشاعر المنقح يعد ناقداً ، ومدرسة زهير بن أبي سلمى معروفة بالتنقيح ، وهناك شعراء نقاد ومبدعون نقاد ، نجد مثالاً على ذلك : صلاح عبد الصبور ، وغازي القصيبي ، وغيرهم .

س : لكل ناقد أسلوبه في الاقتراب من النص . فما أسلوبك أنت ؟.

ج: اللغة هي مفتاح النص ، وأي نص لا يكون متميزاً بلغته لا يحفز على القراءة . الإبداع في نظري لغة في الدرجة الأولى ثم معنى . هناك ثلاث ركائز للإبداع لا بد من الاهتمام بها :
  • اللغة .
  • الفن .
  • المعنى .
وبدونها لا يكون النص نصاً .

س: نلحظ غزارة في الإنتاج الإبداعي السعودي في الشعر والنثر ، وبالمقابل نلحظ شحاً في الدراسات النقدية التي لا تتناسب وهذا الإنتاج . فما السبب ؟.

ج: يبدو لي أن الكثير من الإنتاج لا يحض على الدراسة . الناقد يريد نصاً مثيراً وحين لا يملك النص الإثارة لا يجد الناقد ما يحفزه إلى القراءة . الإبداع كثير ولكن الجودة قليلة .

س: نادي القصيم الأدبي يرفل بخصوصية تميزه عن غيره من الأندية الأدبية الأخرى ، ولك بصمتك الفريدة في ذلك ، لكن بعض رواده يلحظون افتقاره لورش عمل أدبية وفكرية ، وضعف استقطاب مثقفي المنطقة واكتشاف الموهوبين ، وعدم وجود موقع على الإنترنت . متى تتظافر الجهود لانبعاث هذه الأشياء وغيرها ؟

ج: هي منبعثة ، والموقع موجود ، وعلى الذين يودون انبعاثها أن
يتخلوا عن الاعتزاز بأنفسهم ، وأن يأخذوا طريقهم إلى النادي الذي يرقبهم .

س: مازالت الساحة الثقافية تتذوق نجاح الندوة الأدبية الموسعة ( عقدان من الإبداع ) فقد تمتعت بتنظيم رائع ، وجللها حضور بارز لكبار المثقفين السعوديين ، وحضور جماهيري أذهل المشاركين . كيف ترون ذلك ؟.

ج: نحمد الله على النجاح ، ونتمنى أن نوقف إلى تنفيذ مشروع آخر .

س: إن المتابع لدراساتكم يلحظ أنها تتمحور حول تأصيل العلوم الأدبية والفكرية الحديثة وأنها منحدرة من تراثنا العربي القديم . هل ترى أن الرسالة وصلت إلى القارئ ؟.

ج: أرجو ذلك .

س: ما الهموم الثقافية والأدبية والفكرية التي تشغلك الآن ؟ .

ج: أن نؤسس لثقافة عربية إسلامية متميزة ، وأن نستبد ولو مرة واحدة ( إنما العاجز من لا يستبد )

س: ماذا تقول لكلٍ من :
سلمان العودة / إبراهيم البليهي /عبد القدوس أبو صالح .

ج: كل واحد من هؤلاء على ثغرة من ثغور الفكر . فالله الله أن يؤتى الفكر الأصيل من قبله .